Recherche

الخميس، 28 نوفمبر 2013

الاحتباس الحراري ومصادره

. مفهوم الاحتباس الحراريGreen House Effect


الاحتباس الحراري أو الانحباس الحراري، هو عملية التبادل الإشعاعي بين الغلاف الجوي وما يحتويه من غازات ومواد عالقة وبين سطح الأرض. إذ يسمح الغلاف الجوي بمرور الإشعاع الشمسي باتجاه الأرض لكنه في الوقت نفسه يحبس الإشعاع الأرضي الحراري عاملاً على رفع حرارة الجو(1). ويكون عبارة عن طبقة غازية ضبابية تنشأ في الحالات التي يكون فيها الهواء مستقراً وراكداً، حيث يظهر ما نسميه بالحرارة المعكوسة ومثل هذه الظاهرة تحدث عندما تزداد درجات الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح الأرض ضمن مئات من الأقدام(2) في التروبوسفير(3).
كما وعُرف بأنه ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي المحيط بالأرض بسبب تراكم غاز ثاني اوكسيدالكربون وغازات دفيئة أخرى وتقوم بدور أشبه بلوح الزجاج في بيت زجاجي، فهي تتيح مرور ضوء الشمس من خلالها وتدفئ الأرض لكنها تمنع فقد الحرارة الموازن عن طريق الإشعاع المرتد(4). إذن الاحتباس الحراري ظاهرة تحدث بسبب الانعكاسات الحرارية(5) (Heat Inversions) وحالات الاستقرارية والسكون التي يتعرض لها الغلاف الغازي، وينجم عنها تراكم الغازات الدفيئة والمواد الهيدروكاربونية وذرات الغبار والمواد الصلبة المتطايرة في الغلاف الجوي، مما يعمل على حجز الأشعة الشمسية المنعكسة من سطح الأرض لترفع درجات الحرارة كلما ارتفعنا للأعلى عكس الوضع الطبيعي لها
يوجد شكلين للظاهرة (طبيعي) تسببه الغازات المنبعثة من البراكين وحرائق الغابات والأنشطة التكتونية، وهذا النوع لا يشكل خطورة، حيث يدخل ضمن المعادلة الحياتية، فتتعادل الكمية الطبيعية المطروحة من ثاني اوكسيد الكربون مع ما تمتصه النباتات والبحار والمحيطات. وهو الذي أدى إلى بقاء درجة حرارة الأرض ثابتة منذُ عشرات آلاف السنين(6). والنوع الثاني (بشري) يتمثل بما يطرحه الإنسان من غازات ملوثة من الصناعة والنقل والاستخدامات المنزلية والأنشطة الأخرى بصورة مباشرة للغلاف الغازي وبكميات كبيرة ومتزايدة تفوق قدرة مكونات البيئة الطبيعية من معادلتها وتقليل خطورتها، وهنا تكمن المشكلة. إذن فالاحتباس الحراري ظهر وعُرف بمفهومه الحديث كمشكلة بشرية أكثر مما هي طبيعية، على الرغم من إن لها جذورها الطبيعية المتمثلة بالصفات والخصائص المكانية.
لقد كان الاعتقاد السائد إن ثاني اوكسيد الكربون وحده المسؤول عن هذه الظاهرة، غير إن الدراسات التي أُجريت خلال العقدين الماضيين أوضحت إن ثاني اوكسيد الكربون مسؤول عن نصف المشكلة، والنصف الآخر سببه غازات أخرى لديها خصائص الاحتباس الحراري مثل الميثان، اوكسيد النيتروجين N2O مركبات الكلوروفلوكاربون
تقدر كمية الطاقة التي ترتد من كل متر مربع من سطح الأرض بعد اكتسابه للإشعاع الشمسي نحو 390 واط، يتسرب منها 237 واط الى الفضاء، وتقوم غازات الاحتباس الحراري بإعادة بث 153 واط مرة أخرى الى سطح الأرض، وهذه الكمية من الطاقة الحرارية مسؤولة عن حفظ حرارة سطح الأرض عند متوسط 15ْم، ولولاها لأصبحت درجة حرارة الأرض 23ْم تحت الصفر(9).
ظهرت مشكلة الاحتباس الحراري في الوقت الحاضر نتيجة للتوسع في استخدام الوقود الاحفوري (الفحم-البترول-الغاز الطبيعي) إضافة الى حرق الخشب والمخلفات الزراعية، ونمو الصناعات الاستخراجية والتحويلية، وما صاحب ذلك من نمو كمية المخلفات الصناعية والأدخنة الصاعدة عن المصانع، وتوسع وزيادة أحجام المدن الذي نتج عنه طرح المخلفات الضارة للبيئة.
لقد أوضحت الدراسات البيئية إن الدول الصناعية (أمريكا الشمالية، غرب أوربا، اليابان، مجموعة دول منظمة التعاون الاقتصادي والإنمائي) تنتج اكبر كمية من ملوثات الهواء وغازات الاحتباس الحراري، ثم تليها دول شرق أوربا وروسيا


0 commentaires:

إرسال تعليق