Recherche

الخميس، 28 نوفمبر 2013

الحمل والتغيرات المرافقة له


الحمل والتغيرات الفسلجية المرافقة له

التغيرات الجارية على الام
           يرافق الحمل بجملة تغيرات تطرأ على الحيوان ككل او على اعضاء محدودة . فالانثى عادة يزداد وزنها خلال فترة الحمل ، بزيادة وزن الحمل . و لوحظ ان بعض الاعضاء الاخرى في الجسم تعاني هي الاخرى من زيادة في نموها و وزنها . فالقناة الهضمية (كما وجد في اللبائن الصغيرة) تعاني من زيادة نمو . ترتفع كلما تقدمت فترة الحمل . اضافة الى حدوث بط ء في حركات هذه القناة اثناء الحمل . ان مثل هذه التغيرات يمكن ان تعزى الى حدوث تغير في الموازنات الهرمونية اثناء الحمل . ومن التغيرات الاكثر وضوحا هو ما يطرأ على الجهاز التناسلي الانثوي . فالتورم وزيادة الوعائية هي التفاعلات الاكثر حدوثا  خلال الحمل ويمكن ملاحظة هذا في الابقار اكثر مما في الافراس وتحدث هذه التغيرات في حدود الشهر الخامس من الحمل . والشهر السابع من الحمل في العجلان والابقار على التوالي .
       اما التغيرات الحادثة على الرحم فهي زيادة حجمه تدريجيا وذلك حتى يسمح بتمدد الجنين ، والجدار العضلي بالذات ينمو اثناء فترة الحمل ويكون نموه بثلاث طرق هي اما بزيادة حجم الخلية المفردة . زيادة عدد الخلايا نتيجة انقسامها ، او توليد خلايا جديدة بواسطة الطبقة المولدة الموجودة في جدار الرحم . اما عن حركة الرحم فانه يبقى هامدا غير متحرك لمنع اللفظ المبكر للجنين .

النمو النسبي للرحم ومحتوياته خلال الحمل
       هناك معدلات نمو مختلفة للجنين واغشيته ، فالاغشية الجنينية تنمو اسرع خلال الحياة الجنينية المبكرة بينما يكون الجنين مستقرا وثابتا في الحجم وهناك درجة عالية من تراكم في السوائل نسبة الى العنصرين الاخرين ( الجنين والاغشية ) خلال النصف الاول من الحمل . ان تراكم السوائل ونمو الاغشية الجنينية يتطلب مستوى منخفض من الطاقة . في حين ان نمو الجنين نفسه يتطلب مستوى عال من الطاقة . وهذا يعكس الاحتياج الغذائي للام ، وذلك لان احتياجات الطاقة خلال النصف الاول من الحمل تكون منخفضة ، وترتفع في خلال النصف الثاني من الحمل بدرجة عالية وذلك لان الجنين نفسه في هذه الفترة يعاني من نمو اعلى من نموه في الفترة السابقة ، والتاخير الحاصل على معدل نمو الجنين يحتمل ان يكون بسبب كونه يجب ان ينتظر تكون المشيمة حتى يحدث الانتقال الكافي من المواد الغذائية الضرورية لنمو الجنين . واعتياديا يضاعف الجنين وزنه في الخمس الاخير من فترة الحمل ، هذا وان الجدار الرحمي يعاني من زيادة وزنية بطيئة وثابتة خلال كل فترة الحمل .
هرمونات الحمل
       ان بقاء واستمرار الحمل لحين الولادة يعتمد بدرجة اساسية على التوازن الهرموني الملائم لتلك الفترة . وهذه تعد حقيقة من كون ان أي تغير في الموازنات الهرمونية عن ما هو مطلوب في فترة الحمل يسبب امتصاص او اجهاض الجنين . ومن الهرمونات المهمة في الحمل هو البروجستيرون . فهو يعمل على بقاء واستمرارية الحمل . فمن البداية تتضح اهميته من ضرورة وجوده لابقاء كيس العصيفة حيا . قبل الانغراس وفي فترة بقائه حرا طوافا في التجويف الرحمي . اضافة الى اهميته في اخماد حركة الرحم اثناء الحمل لمنع سقوط الجنين . ووجد ان ازالة المبايض او الجسم الاصفر ( في بعض اللبائن ) يسبب الاجهاض ، وفي الابقار تستمر الحالة ذلك حتى اليوم الـ ( 200  ) من الحمل علما بان ازالتها في الثلث او النصف الاول من الحمل يسبب في امتصاص الاجنة .
             ومن هذا يتضح اهمية بقاء الجسم الاصفر كمصدر لهرمون البروجستيرون في بداية الحمل ، في بعض اللبائن  كالنساء ، الافراس او الخنازير او لكل فترة الحمل كما في البعض الاخر من اللبائن كالابقار والنعاج . وذلك لانه في اللبائن الاولى وجد ان المشيمة . بتقدم الحمل ، تكون كغدة صماء وكمصدر لافراز هرمون البروجستيرون . والذي يمكن ان يبدل او يعوض كليا كميات البروجستيرون المفرزة  من الجسم الاصفر . وهذا يمكن ان يفسر سبب اجهاض الاجنة في بعض الحيوانات عند ازالة الجسم الاصفر ، واستمرار بقاءها في الانواع الاخرى .
     ان مستوى البروجستيرون يكون ثابتا خلال كل فترة الحمل في النعاج والابقار . وفي الفرس كان مستواه عاليا خلال الاسابيع العشرة الاولى من الحمل . ولكن وبصورة عامة فان مستوى هذا الهرمون ينخفض لادنى مستوى له في نهاية فترة الحمل وقبل الولادة بقليل .
     اما الاستروجين فهو الهرمون الثاني المهم في ابقاء الحمل والمحافظة عليه ويعمل تعاونا مع البروجستيرون ، وباسلوب موازنة دقيقة جدا بينهما ويفرز هذا الهرمون من المبيض ويمكن للمشيمة ان تكونه وتفرزه ايضا . وبالحقيقة فانه لا يمكن فصل مواقع افراز الهرمون عن بعضها في الفترات المتقدمة من الحمل .
حيث ان كلا من الجنين ، المشيمة ، والام تسهم في افراز الهرمونات . وتعمل هذه المصادر كوحدة واحدة عاملة لافراز هذا الهرمون او ذلك .
        اضافة لما سبق من الهرمونات ، فان الهرمونات المغذية النخامية لها قدور ايضا في فترة الحمل . وهناك اتفاق عام بان مستوياتها المفرزة من النخامية تكون عالية خلال اوائل الحمل مقارنة بمستوياتها في اواخر فترة الحمل . والانخفاض المستمر في مستوى هذه المغذيات بتقدم فترة الحمل . يمكن ان يعزى الى الزيادة المطردة في مستويات الستيرويدات " الاستروجينات " بتقدم فترة الحمل مما يسبب في اعاقة تكون وافراز هذه الهرمونات المغذية .
              هذا وتسهم المشيمة في افراز هذه المغذيات ايضا في بعض اللبائن . مثل مصل الفرس الحامل ( PMS) . والهرمون المشيمي في المرأة (HCG) . المشابهان للهرمونات المغذية النخامية . ووجد في الفصلية الخيلية ان بطانة الرحم يمكن ان تفرز هذه الهرمونات هي الاخرى . ان مجمل وظيفة الهرمونات المغذية النخامية هي لابقاء الجسم الاصفر . رغم انتفاء الحاجة له في بعض اللبائن . لقيام المشيمة مقامه .
وفي فترة الحمل يفرز هرمون الريلاكسين وبخاصة في اواخر هذه الفترة . وله دور في عملية الولادة . ومصدر افراز هذا الهرمون هو الجسم الاصفر . وقد تسهم المشيمة في افرازه ايضا في عدة انواع من اللبائن . ولهرمون الاوكسيتوسين دور في فترة الحمل . وبخاصة في اواخر هذه الفترة وعند مرحلة الولادة الثانية . ويفرز هذا الهرمون من الفص الخلفي النخامي . ويعول على تاثيراته الدور الاكبر في لفظ الوليد .    
الولادة ( الوضع ) Parturition
      هي ذروة سلسلة التضارب العنيف الحادث لنهاية الحمل والتي تختم بوضع وليد جديد . ولا يمكن لاي عملية من العمليات الفسيولوجية الحادثة في الجسم ان تزاحم عملية المخاض في تعقيداتها او صعوبتها . وعلى الرغم من معرفتنا الجيدة عن مجمل التغيرات والعمليات المشاركة للمخاض ، الا اننا لم نزل نفتقر لمعلومات اكيدة عن كيفية حدوثه او عن لماذا يبدأ المخاض عند الانثى . ومع هذه البداية سنحاول قدر الامكان شرح ما هو متوفر عن العمليات المشاركة للوضع . وباسلوب قد يصف العملية نفسها من خلال شرح التغيرات الحادثة على اعضاء الجسم المختلفة قبل ، اثناء ، وبعد هذه العملية .
التحضير للولادة
          ان الاستعداد عند الانثى الحامل يبدأ في اواخر فترة الحمل ، ويشمل على سلسلة تغيرات فسيولوجية تطرأ على الموازنات الهرمونية وتنتج بسبب ذلك تغيرت في الاعضاء التناسلية والاعضاء المشتركة مع الاجهزة التناسلية . وكلها تؤدي في النهاية الى لفظ الوليد ومحتويات الحمل الاخرى خارجا .   فخلال الفترة الاخيرة من الحمل يحدث استرخاء في الارتفاق العاني " لعظام الحوض " ، ويصبح اشد كثافة في الايام الاخيرة من الحمل وقرب الولادة . وهذا التغير يكون اكثر وضوحا في الابقار وذلك – جزئيا – بسبب حجمها وحجم الجنين الذي يجب ان تلفظه من خلال قناة ولادتها . ويعتقد ان المؤثر لهذا الاسترخاء هو هرمون الريلاكسين المنتج من المبيض في اواخر فترة الحمل ، رغم ان تاثيره الاكيد على استرخاء التراكيب الحوضية لم يزل موضع شك . ويحتمل ان تزداد اهمية هذا الهرمون في بعض الحيوانات المستأنسة ، وبخاصة الابقار والخنازير ، حيث يعمل تعاونا مع المستوى العالي للاستروجين في اواخر الحمل ، لاحداث استرخاء في التراكيب المحيطة بقناة الولادة .
         ومع الوصول الى المخاض ، فان عنق الرحم هو الاخر يسترخي سامحا للجنين بالمرور خلاله . ويظهر ان هرموني الريلاكس والاستروجين يسهلان هذا العمل . اضافة لما سبق فان الروابط والانسجة الحوضية تعاني ايضا من استرخاء قرب موعد الولادة . والتغيرات في الانسجة والروابط الحوضية تكون اكثر قساوة في الحيوانات الكبيرة الحجم مثل البقرة ، وهذه التغيرات تكون واحدة من اهم علامات الوصول الى الولادة .
علامات الوصول الى الولادة
       ان علامات قرب موعد الولادة تختلف من نوع لاخر من الحيوانات ، فصفات وتصرفات الامومة تبدا عند الانثى الحامل قبل وضعها بفترة ، وتتميز هذه اعتياديا بطلبها الاعتزال عن القطيع لغرض الولادة ، فالفرس والبقرة يبدأن بترك القطيع لفترات متزايدة من الوقت قبل الوضع ، وكلما شارف موعد حلول الوضع كلما بينت اناث كل انواع  الحيوانات انعداما في شهيتها ، وعدم استقرارها ، ضيقها ، وانسحابها من بيئتها الاعتيادية كلما امكن ذلك .
        ان الانسحاب من مجمع بيئتها هو عملية طبيعية ويجب تشجيعها والاسراع بها كلما امكن ذلك ، وعند هذا الوقت من قرب فترة الوضع تكون الغدة اللبنية قد تطورت استعدادا للارضاع ويمكن ان يكون هناك افراز وفير من الضرع ، ووجد في بعض انواع اللبائن ان تطور الضرع يكون عاليا جدا لدرجة ان يبدا بتقطير افرازات من الحلم ، وبخاصة في ابقار الحليب ، ويكون الافراز هذا في الفرس وافرا لدرجة ان بعضا منه يكون سدادا شمعيا يغلق الحلم .
       وعندما يحين الوضع ، تبدأ تقلصات الرحم وهذه تسبب عدم استقرار للام، فتبدأ تسير وتتحرك بسرعة ، وغالبا ما تدور حول نفسها ، وتضرب باتجاه خاصرتها ، وفي الحيوانات احادية المولود يمكن رؤية حركة الجنين من خلال تحسس الجدار البطني ، وخلال هذه المرحلة المتأخرة ، فان الأم يجب أن لا تشجع على الأكل بل يجب تجهيز كميات كافية من الماء لها وتوفير عزلة مناسبة لوضعها .
    إن عملية الولادة تشمل على متداخلات متعددة ومعقدة جدا . فإضافة إلى التداخل بين هرمونات الدم ، المشيمة ، والجنين والتي تؤثر بصورة أساسية على أحداث المخاض ، هناك عوامل فيزياوية وميكانيكية أخرى تسبب المخاض بصورة أو بأخرى ، فهرمونات الأم ، لا يخفى دورها الرئيس في الوضع . ولكن في الآونة الأخيرة أعطيت أهمية كبيرة لوظيفة الجنين نفسه في بدء المخاض .
مراحل الولادة
        بصورة عامة . تحدث الولادة في كل الحيوانات والانثى مستلقية على جانبها ، وتمر عملية المخاض بثلاث مراحل رئيسية هي :-
المرحلة التحضيرية :-
          وتتميز هذه المرحلة من الولادة بحدوث تقلصات رحمية قوية . تضغط على محتويات الرحم ضد عضلة عنق الرحم . وتشمل أيضا على حدوث استرخاء في عضلة عنق الرحم هذه حيث تصبح ناعمة وذلك نتيجة التأثيرات الهرمونية عليها . ونتيجة الضغط على الجنين وأغشيته المملوءة بسوائل ضد عضلة عنق الرحم فإنهما يعملا كأسفين يوسع قناة عنق الرحم مع كل تقلص رحمي . حتى تتوسع لدرجة يمكنها عندئذ استيعاب القوائم الامامية للجنين . وتستمر هذه الحالة لمدة يوم واحد في الأبقار . ولكنها تكون محددة بمعدل 7 ساعات . إن رد فعل تقلصات الرحم تظهر على الأم مسببة انعدام الراحة والاستقرار .
       وبهذه الفترة أيضا تتمزق الأغشية الجنينية فيندفع الكيس الوشيقي الكوريوني أولا ( كيس الماء الأول ) . ويتمزق سامحا لبعض السائل الوشيقي بالخروج . ثم يتبع أحيانا " وليس غالبا " بتمزق كيس السلي ( كيس الماء الثاني ) وخلال هذه المرحلة . فان جنين الأنواع أحادية المواليد . يدور مضطجعا على جانبه أو على خلفيته في وضعية ظهرية . مع كون ان الأطراف الأمامية والرأس يضغطان ضد عنق الرحم . أما أفعال الايونات متعددة المواليد ، فان الجنين الخلفي لأحد قرون الرحم هو الذي يضغط إلى جسم الرحم أولا وضد عنق الرحم . هذا وان أول تقلص مخاضي في هذه الحيوانات . يكون مركزا في النهاية القريبة من عضلة عنق الرحم . وإلا فان الأجنة الموجودة في النهايات المبيضية من قرون الرحم سوف تنزل وتزدحم الواحدة ضد الأخرى قرب قناة عنق الرحم . وهنا تضطجع الأنثى ثانية . ثم تقوم وتتحرك دائرة حول نفسها عند هذه المرحلة .

مرحلة لفظ الجنين :-
         وتبدأ باستكمال استرخاء عضلة عنق الرحم ودخول الجنين اليها . وتنتهي بلفظه إلى النور خارج الجهاز التناسلي الانثوي . وتحدث خلال هذا الوقت تقلصات رحمية بفترات زمنية متقاربة . وتزداد هذه التقلصات كثافة وحدة وتكرار في حدوثها . ويقوى فعلها بواسطة ضغط عضلات البطن . والتي تعطي قوة إضافية ضرورية لإتمام الوضع . وكيس السلى ( كيس الماء الثاني ) لا يتمزق اعتياديا حتى تخرج القوائم الأمامية من الحيا . ثم يتبع ذلك خروج الرأس . الصدر . الحوض . ثم القوائم الخلفية ليكتمل خروج الجنين بأكمله . ويكون الجنين بوضعية تؤهله المرور خلال الحزام الحوضي بأقل مقاومة ممكنة . مستغلا منحنيات جسمه لملائمة منحنيات طريق قناة الولادة .
ومن المفضل عدم التدخل في عملية الولادة . لان سحب الجنين لأعلى أو خارجا يمكن أن يؤذي الأنثى أكثر من أن يساعدها أو ينفعها .
        يولد الجنين ويكون حرا من المشيمة الجنينية . وذلك لان الأغشية الجنينية المختلفة تكون متصلة الواحد بالآخر . ولا تسحب الفلقة الأخيرة حتى يكتمل لفظ الجنين . وذلك لضمان استمرارية تجهيزه بالدم والاوكسجين اثناء رحلته خلال قناة الولادة . وهذا ما يرى في الأبقار والنعاج ذوات المشيمات الفلقية أما الأفراس والخنازير . ولان مشيماتها من النوع المنتشر Diffuse فان معظم الاتصال المشيمي يتكسر بعد بدء هذه المرحلة . لذا فيجب أن يتم لفظ جنينها بسرعة نسبيا وإلا فالموت اختناقا تكون هي النهاية الأكيدة للجنين . وعلى هذا فان الوقت المستغرق لهذه المرحلة يعتمد على نوع الحيوان .
مرحلة لفظ المشيمة :-
    وتشمل هذه المرحلة على استمرار تقلصات الرحم للفظ المشيمة . ففي الحيوانات فلقية المشيمة تكون الفلقات الامية لم تزل عالقة بالأغشية الجنينية وتصبح حرة من اتصالها مع الفلقات الجنينية بعد لفظ الجنين . ويختلف طول هذه الفترة باختلاف النوع . فتحدث بسرعة في الفرس حيث لا تأخذ أكثر من دقائق معدودة بعد وضع الجنين . وفي البقرة تلفظ بوقت يتراوح من ( 0.5- 8)  ساعات ولكن معظم الأبقار تلفظ مشيمتها بحدود ( 4-5) ساعات .
 وان فترة( 12 ساعة) تعد أيضا طبيعية من هذه الناحية . وفي بعض الأنواع متعدد المواليد تلفظ المشيمة مع أو بعد كل جنين وقبل وضع الجنين التالي . بينما في الأنواع الأخرى منها لا تتبع المشيمة كل جنين بل تلفظ كمجموعة بعد وضع كل عدة أجنة ( كما في الخنزيرة ) .
نكوص الرحم
     يقصد بنكوص الرحم بعد الولادة :- هو استرجاع الرحم حالته الطبيعية او لحالة مقاربة لحالته الطبيعية التي كان عليها قبل الحمل والولادة . واعتياديا تتطلب هذه العملية سلسلة من تغيرات وتحورات في الرحم تبدأ من وقف التقلصات الرحمية . فبعد المرحلة الثالثة من المخاض ( مرحلة لفظ المشيمة ) تستمر التقلصات الرحمية ، حيث وجد في الابقار ان هذه التقلصات تزداد في الحقيقة إلى تقلص كل 3 دقائق وللايام الثلاثة الاولى بعد الوضع ، اما في الايام الثلاثة او الاربعة التي تلي ذلك فان تكرار التقلصات يقل تدريجيا ليصبح بمعدل تقلص كل 10 – 12 دقيقة . ان هذه التقلصات تكون مهمة في تقصير اطوال الخلايا العضلية الرحمية الطويلة من جراء تمددها لاستيعاب الجنين . يعقب ذلك قصرا في الفلقات وتحورا في تجهيزها الدموي لتعود إلى حالة مقاربة لما كانت عليه قبل الحمل . وفترة نكوص رحم الابقار تكون حوالي 35-45 يوما . وتقل مثل هذه الفترة في انواع الحيوانات الاصغر حجما لصغر حجم رحمها .
      وفي الفرس فان نكوص الرحم يكون سريعا . ولكن وجد ان النكوص الكامل للرحم يكون غير ضروريا لعودة الشيوع بعد الولادة . اذ قد لا يتم ذلك عند بداية الشيوع الاول علما بان النكوص الكامل لرحم الافراس يتطلب 35-45 يوما ايضا . اما النعاج فان فترة 24 يوما على الاقل تكون ضرورية لاحداث النكوص الكامل في الرحم ، وتتطلب فترة 10-12 يوما اضافية اخرى قبل ان تستطيع النعجة الحمل ثانية .

الرضاعة
          يمكن تعريف الرضاعة بانها الطور النهائي من الدورة التناسلية في اللبائن . اذ ان الحالة الفسيولوجية للغدة اللبنية تشترك مباشرة بالحالة التناسلية للحيوان . ولان الحليب يعد المصدر الغذائي الوحيد للمواليد في فترة بعد الولادة . لذا فان فترة الرضاعة يمكن اعتبارها طورا اساسيا للتناسل .
تقع اللبائن في قمة هرم تطور الاحياء . لذا فقد حصلت على درجة عالية من التطور مقارنة بالحيوانات الاخرى . ومما يميزها هو امتلاكها للغدة اللبنية الخاصة بانتاج الحليب الذي يعد المصدر الوحيد لتغذية الصغار المولودة في فترات حرجة من اباكير ولادتها حتى فطامها .

الغدة اللبنية
    
          يشمل ضرع البقرة على أربعة غدد لبنية ، أو أربعة أرباع ، وكل ربع يعد عبارة وحدة واحدة منفصلة كليا عن بقية الأرباع ، وتصرف هذه الغدة إنتاجها بواسطة جهازها القنوي الخاص ، ولها مخازنها الخاصة (Cisterns) وحلمتها الخاصة . ويربط الضرع معلقا بواسطة روابط خاصة تعرف بالروابط المساعدة أو المعلقة للضرع .
         
        أما التشريح الدقيق للضرع ، فهناك نوعين رئيسين من الأنسجة الموجودة في الضرع :-
1 - النسيج الوظائفي ( الغدي ) Parenchyma .
2 - السداة ( النسيج الرابط أو المساند ) stroma .
     ففي البقرة المرضع يشمل النسيج الوظائفي على حويصلات يفرز إليها الحليب ، وعلى جهاز قنوي يجري خلالها الحليب ليصل إلى أحواض جمعه .
والحويصلات عبارة عن تراكيب كيسية كمثرية الشكل يحتوي جدارها على طبقة مفردة من الخلايا الظهارية ، حيث تتجمع الحويصلات بترتيب عنقودي أو فصي ، إذ يمكن أن تكون هناك 200 حويصلة مرتبطة سوية بواسطة حاجز ليفي رقيق لتكون الفصيص ، ومعظم الحويصلات ضمن الفصوص تفتح بصورة فردية كل إلى قناتها الخاصة ، وقد تفتح حويصلتان أو ثلاثة في قناة مشتركة واحدة . إن فصيصات الحويصلات تكون عناقيد اكبر او فصوص اكبر وتفصل هذه عن بعضها البعض بواسطة حواجز اسمك من سابقتها .
      وتغطي الحويصلة المفردة مباشرة بخلايا من نوع عضلي ظهاري Myoepithelial cells وتكون نجمية الشكل وذات نتوءات طويلة لها القابلية على التقلص وتستجيب متقلصة نتيجة لفعل هرمون الاوكسيتوسين مما يسبب ضغطها على الحويصلة لتلفظ الأخيرة محتواها من الحليب إلى الجهاز القنوي ، وكل حويصلة تحاط بنسيج رابط ( سداة ) رقيقة جدا ، وكذلك القنوات فكلما كبرت القناة وتجمعت تحولت بطانتها من سمك طبقة واحدة من الخلايا إلى سمك طبقتين من الخلايا الظهارية .
     ويغطي السطح الخارجي للقنوات أيضا بخلايا عضلية ظهارية منتظمة بأسلوب طولي عندما تتقلص هذه الخلايا ، مما يسبب في اندفاع تيار الحليب إلى المخازن ، وتنتهي القنوات تجمعا إلى ما يعرف بمخزن الغدة  ثم مخزن الحلمة  اللذان يبطنان بطبقتين مزدوجتين من النسيج الظهاري الذي يكون مستمرا مع الطلاء المبطن للقنوات ، ثم يفتح مخزن الحلمة إلى قناة صغيرة تسمى بقناة الخط  والى فتحة خارجية محاطة بعضلة عاصرة .


تأثير الرضاعة على التناسل
     يظهر إن مرحلة الرضاعة تؤثر بدرجة ما على مستوى خصوبة بعض الأنواع ويفسر سبب انخفاض نسبة الخصوبة في هذه الأنواع نتيجة تحفيز هرمون البرولاكتين لاستمرار بقاء الجسم الأصفر وما يشكله هذا الجسم من إعاقة لحدوث نمو حويصلي وتبويض بعد ذلك , ولكن الظاهر إن هذه الحالة لا تنطبق على الأبقار . إذ إن مرحلة الرضاعة لها تأثير قليل أو معدوم على مستوى خصوبتها ، هذا عقب المراحل المبكرة عندما تكون عملية نكوص الرحم مستمرة ، ومع هذا فان زيادة تكرار عمليات الحلب أو الرضاعة تميل لان تزيد من طول الفترة من الوضع وحتى الشيوع الأول فالأبقار التي تحلب 4 مرات يوميا كانت متأخرة يوميا . وبعض الأبقار بينت شيوعا صامتا خلال هذه الفترة ، ولكن خصوبة الأبقار بالشيوع الصامت كانت اعتياديا .  
     







0 commentaires:

إرسال تعليق